من حضرموت ومن مديرية غيل باوزير نرحب بك زائرنا الكريم في موقعنا ونرجو لك زيارة حميدة ومعلومات مفيدة

هذا الموقع بني لأجل نفع المسلمين عامة وللمساهمة في تعليم الناس الخير بالمستطاع ، وتزيد فائدته بملاحظاتكم ومقترحاتكم فنسأل الله أن ينفع به .. علماً أن جميع الحقوق محفوظة لصاحب الموقع

الثلاثاء، 17 ديسمبر 2019

ما هي الكتب التي أبدأ بها في العلم النحو؟


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين

وأشهد ألا إله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
أما بعد؛ فقد سألني بعض إخواني من طلبة العلم المبتدئين عن الكتب التي يبتدئ بها طالب العلم لتعلّم النحو وعن كيفية دراسته ، من خلال كتب الشروحات  الميسّرة .
 فأقول ـ ومن الله العون والسداد :
أولاً :
 اعلم ـ رحمني الله وإياك ـ  أنّ علم النحو ـ كما يقال ـ بابه حديد وداخله قصب وأنّ طالب العلم عليه أن يستعين بالله ولا يعجزنْ. فعلم النحو إنما هو علم بقواعد يعرف بها أسس تراكيب الجملة العربية، ولغة العرب ميسّرة سلسة سهلة على اللسان ،  فقد قال الله ـ عزّ وجلّ ـ :  (ولقد يسرنا القرآنَ للذّكر فهل من مدّكر)   ومن تيسير القرآن للذكر تيسير لغته التي أنزل بها ، وخير سبيل للتمكن منها هو المران والممارسة ، وذلك بكثرة التدرب على الإعراب وتطبيق القواعد بالتحدث مع طلاب العلم بجمل سليمة التركيب واضحة المعاني ، وهذا هو الذي ينقص كثيراً من طلبة العلم !!
ثانياً :
أنا في نظري أعد كتاب (المقدمة الآجرّومية) في مقدمة الكتب التي ينبغي أن يبدأ بها طالب العلم لدراسة علم النحو ، فهي مقدمة مباركة ، ولمست أثرها على الطلاب من خلال تدريسي لها أكثر من عشر مرات مفردة أو مع شرحها (التحفة السنية) ، فوجدت طلابي يستفيدون منها في زمن قصير، ويرتقي مستواهم العلمي في أشهر ، فيعربون الجمل بسهولة ويسر ، وخير سبيل إلى تثبيتها هو الحفظ ، فعليك ـ يا طالب العلم ـ حفظ المقدمة الآجرومية بإتقان بحيث تستظهر القاعدة النحوية في وقت حاجتك لها .
ثمّ بعد ذلك ترتقي إلى دراسة (قطر الندى وبلّ الصدى) لابن هشام مع شرحه للمصنف نفسه، أو (شذور الذهب) مع شرحه لابن هشام أيضاً ، ففيهما زيادات على ما قد درسته في المقدمة ، وتجد بعض الأوجه الخلافية بين النحاة في كثير من المسائل ، وإياك أن يضيق صدرك من كثرة الخلافات في المسائل أو تعدد اللغات أو الأوجه ، فإن هذا الضجر يصدك عن طلب علم النحو ـ بل عن طلب العلم عامة ـ وإنما عليك بالتدرب على ترتيب أقوال أهل العلم في المسألة والأخذ بما عليه الجمهور وترجيح المحققين، وحفظ الشاذ ليُعلم .
وخلال قراءتك لأحد هذين الكتابين مرّن نفسك على إعراب شواهده ثم اعرض جوابك على شرح المحقق محمد محيي الدين وانظر ما أصبت في ، فتحقيقات عبدالحميد وتوضيحاته مفيدة جداً وواضحة مفندة ، ولمعرفة إعراب الشواهد القرآنية والحديثية لقطر الندى فارجع إلى كتاب الدكتور رياض بن حسن الخوّام في ذلك .
وبعد أن ترسخ قدمك في هذا العلم [ وذلك بالمدارسة مع إخوانك طلبة العلم] أو بتدريسه، انتقل إلى ألفية ابن مالك حفظاً ودراسة على أوضح كتاب وأنفس تحقيق ؛ شرح ابن عقيل بتحقيق محمد محيي الدين عبدالحميد، وفي تصوّري يكون هذا محطتك الراسخة لعلم النحو .
أما ما يوصى به من تطويل وكثرة متون وشروح وحواش كقولهم لابد لطالب العلم أن يمر بملحة الإعراب مع شروحها والمتممة الآجرومية مع شروحها ودراسة نظم العمريطي على الآجرومية ومتن (ابن أبّى) والأزهرية ، وغيرها من المتون المصنفة في هذا الفن، فكلها تصب في مصب واحد ولا كمال لواحد منها ؛ كما هو حال أهل العلم في تصنيفهم للعلوم والقواعد؛ فمن تعهد منهم الشمول والاستيفاء طال كتابه واستطرد وأطنب ، ويفوته شيء وأشياء ، شاء أم أبى ، ومن اختصر وحصر ربما أتقن في ذلك مع تركه لكثير من المسائل خشية الإطالة وبغية التلخيص والاختصار، فأهل العلم يكمل بعضهم بعضاً. والعلم إن طلبته كثيرُ * والعمر عن تحصيله قصيرُ * فقدم الأهم فالأهم .
ثمّ إذا كنت من ذوي الهمم العالية ، والطموح القوي ، لتكون من علماء النحو المتخصصين فيه لينفع الله بك الأمة بهذا العلم وبحفظه لهم ، تدرس قواعد الإعراب لابن هشام مع شرحه لخالد الأزهري (موصل الطلاب) ليكون سلماً لك إلى فهم كتاب (مغني اللبيب عن كتب الأعاريب) لابن هشام فهو كتاب نفيس وله شروح وحواشٍ وتحقيقات .
وتحتاج إلى النظر في كتب الخلاف كالإنصاف في مسائل الخلاف للأنباري، ثمّ تعكف على دراسة (الكافية الشافية) مع شرحها لابن مالك وهي أوسع من الألفية المشهورة إذ الألفية اختصار شديد للكافية.
وكن صديقاً لكتب إعراب القرآن المشهورة ككتاب النحاس أو الدرويش وغيرها من الكتب ..
ولا تنس مدارسة كتاب سيبويه والصبر على فك ألفظة وعباراته بالتأمّل والتأني تصل إلى المقصود
هذا مجمل ما أردت تبيينه والله الموفِّق

كتبه أبو عبدالرحمن يحيى بن عبدالرحمن بافضل

0 التعليقات:

إرسال تعليق